بقلم: ريناد فالح حسين العندلي
قالَ تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ.
الحرباء حيوان زاحف ينتمي لعائلة السحالي، توجد منها أنواع كثيرة قد تصل إلى 160 نوعًا، تتواجد في جميع دول العالم، وهي تستوطن الشقوق، والحرباء من ذوات الدم البارد، وهي تتمتع بقدرة عالية على تغيير لونها بسرعة عالية وفي ثوان إلى الألوان التي تتطابق مع البيئة المحيطة بها.
الحرباء هي حيوان مفترس، ويمكن أن تأكل تقريبًا أي شيء يمكن أن يدخل في فمها من الحشرات والزواحف والطيور الصغيرة والقوارض الصغيرة أيضًا.
كثيرًا ما يُشبَّه أولئك الذين يغيرون آراءهم عندما يكون ذلك في صالحهم بالحرباء لأن هذا الحيوان الزاحف ساكن الأشجار يتغير لكنه يغير لونه فقط.
تبقي الحرباء ساكنة معظم الوقت، تمسك بثبات بفرع شجرة بواسطة مخالبها؛ لكن عينيها اللتين تستطيع كلُّ واحدة منهما التحرك بمفردها تبحثان حولها عن فريسة أو عدو، وفي فمها الواسع لسان طويل طولا غير عادي وهو لاصق أيضًا، تخرجه ليكون مستعدًا للانطلاق كالبرق نحو أية حشرة تكون في متناول اليد. الفريسة سوف تلتصق باللسان ثم تؤكل، واللسان هو الجزء الوحيد في التنين الصغير الذي يتحرك بسرعة، فكلُّ أعضائها الأخرى بطيئة، وعلى ذلك فهي أكثر الزواحف حذرًا وحرصًا.
بتأثير اللون والضوء والتغير العاطفي؛ يمكن للحرباء أن تتلون بألوان عديدة، وهذه الظاهرة تعود إلى خلايا خاصة في الجلد، وثمة سمة أخرى شائعة في عائلة الحرباء هي استقلال حركة العينين اللتين يمكن أن تستديرا إلى أي اتجاه، والحرباءات تبدِّل جلودها مثل الوزغة على فترات، وإذا أجبرت على النزول إلى الماء؛ فإنها تخزن الهواء، وبذلك تسبح منتفخة إلى الشاطئ.
تتصارع ذكور الحرباء من أجل الإناث، ورغم أن الحرباء مسلحة بثلاثة قرون إلا أنه يبدو أن هذه الزواحف الصغيرة لا تستخدمها في القتال، بل تخدع بها الغريم ليتراجع.
يوجد ما يقرب من ثمانين نوعًا من الحرباء.
حرباء وارز لها نوع من المنقار في مقدمة رأسها. والحرباء ذات الذيل المجدوع خبيرة بتغيير الألوان حتى تتلاءم مع البيئة المحيطة، وعملاق الأسرة حرباء مدغشقر يمكن أن تصل إلى أكثر من قدمين.
هل تعلم؟ أن حرباء ميلرز وهي أكبر الأنواع، ويمكنها أن تقتنص الطيور الصغيرة بلسانها خفيف الحركة، وأن الأنواع الأخرى الكبيرة من الحرباء تأكل الفئران، وأنه في مدغشقر لوحظ أن الحرباء تعاني من ضربات الشمس وهذا غالبًا ما يسبب سقوطها من مكانها فوق الأغصان؟
تقوم الحرباء بعدة عمليات تزاوج خلال السنة، وتبيض أنثى الحرباء عددًا من البيض يختلف باختلاف الأنواع. تضعهم الحرباء في حفرة في التراب لحمايتهم من الأعداء وتدفئتهم هناك إلى أن يفقس البيض بعد بضعة أشهر إلى سنة كاملة.
الحرباء غير سامة، وبعض الأشخاص يفضلون تربيتها في المنزل، حيث يقومون بوضعها في أقفاص سلكية، أو زجاجية، فهي لا تمثل خطرا على الإنسان، ويتم وضع أغصان من الشجر الطبيعية أو الصناعية بداخل القفص، ويجب أن يكون كبير الحجم، ويجب عدم التعرض لها بملامستها كثيرًا حتى لا تصاب بالتوتر.
الحرباء جزء مهم من السلسلة الحيوية، وهي عدو الحشرات الضارة والفئران، وانقراضها يسبب خللا في التوازن البيئي، فلنتوقف عن نسج الأساطير حولها، ولنتوقف عن قتلها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق