بقلم: إيلاف عبد الله حسن عتمة
في إحدى ليالي الصيف، كنت جالسًا مع العائلة في حديقة البيت؛ فرأيت حيوانًا غريب الشكل يسير بين الأعشاب جسمُه مغطى بالشوك بشكل كامل. شعرت بالخوف عندما رأيته، وناديت أبي فضحك قائلا: لا تخف، إنه حيوان لطيف وخجول، وغالبا لا يظهر إلا في الليل بحثا عن الطعام والماء وهو مفيد للبيئة فهو يتغذى على الحشرات الضارة.
والغريب أن الكثير من الناس يقتلونه أينما رأوه، وينتج عن قتل هذا النوع تكاثر أنواع أخرى مضره للبيئة مثل الفئران والحشرات الضارة كالعقارب وغيرها.
بعد ذلك قمت بالبحث على الانترنت عن معلومات عن القنفد فوجدت الكثير:
- يعيش على أكل الحشرات والديدان والزواحف والفئران الصغيرة وبيض الطيور التي تعشش في البراري كما يأكل النباتات والثمار. كما يتغذى على الحشرات والخنافس واليعاسيب والخضروات والفواكه، وأيضا يأكل السحالي والثعابين الصغيرة.
- يتكاثر بالولادة ويُرضع صغاره وله رأس بدون رقبة ظاهرة وأذنين صغيرتين وفم مستطيل وله أرجل قصيرة.
- يغطي كل جسمه أشواك حادة وعند شعوره بأي خطر يكوّر جسمه على شكل كرة شوكية تقيه شر أعدائه.
- يستطيع معاركة الأفاعي والثعابين، حيث يجعل جسمه على شكل كرة ويحاول التقاط ذنبها بفمه المختبئ وراء الشوك، وكل حركة للحية تزيدها ألما وضررًا بسبب أشواكه المدببة.
- تضع الأنثى من 1 إلى 4 صغار بعد فترة حمل تقارب الأربعين يوما، وتلد الأنثى مرة واحدة في السنة. وفترة التكاثر هي من شهر يوليو إلى شهر سبتمبر. وتكون الصغار بعد ولادتهم عرايا من الشوك. تتفتّح أعينهم بعد أسبوع وتستطيع الأكل بعد ثلاثة أسابيع.
- شوك القنافذ يحميها من أعدائها كالثعالب والكلاب، وتحفر جحورها بنفسها تحت الشجيرات البرية، ويكون طول الجحر بما يقرب نصف المتر وتستخدم جحور غيرها في بعض الأحيان.
- القنافد ليلية المعيشة لا تخرج إلا ليلا ورؤيتها ضعيفة في النهار، وعندما تخرج ليلا بحثا عن الطعام تتجول لمسافات بعيدة تصل إلى عدة كيلو مترات.
- تعيش فُرادى حيث تنام في النهار وحدها في الجحر.
- يستطيع القنفد تحمّل السم 40 ضعف ما يحتمله أي قارض بحجمه، وهو يدخل إلى جحور الثعابين والحيات حيث يأكل بيضها. كما يأكل العقارب، وله أنياب تجيد تقطيع أي فريسة.
- يلجأ القنفذ إلى النوم والاعتكاف الجزئي عند اشتداد البرد في فصل الشتاء، حيث يبني لنفسه عشا كثيفا من أوراق الأشجار والحشائش الجافة، وفي أثناء قيامه بتحضير العش فإنه يصدر أصواتا تتراوح ما بين الدمدمة والعويل.
القنافذ صديقة للبيئة وعنصر مهم في التنوع الحيوي الذي يحافظ على التوازن البيئي. وإذا ما انقرض القنفد فإن ذلك سيساهم بقوة في انتشار أنواع أخرى مثل العقارب والقوارض أكثر بكثير مما هي الآن. فلنتركها تعيش بسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق